![]() |
بعد انخفاض قيمة الجنيه المصري مقابل الدولار الأمريكي في 21 مارس 2022 بنسبة تربو عن 16% حيث وصل من 15.6 جنيها مصريا الي ما يقارب من 18.5 جنيها مقابل الدولار الأمريكي و ما كان له من تأثيرات كبيرة .
"التعويم الكامل و الحر" للجنيه المصري :
يمكن
معرفة قيمة الحنيه المصري مقابل الدولار الأمريكي و غيره من العملات الأجنبية "العملات الصعبة " عن طريق "التعويم الكامل و الحر" للجنيه المصري بتركه حرا تماما في التعاملات المالية في البنوك و
الصرافات و السوق السوداء ، بمعني انه يمكن لأي شخص تحويل أو شراء الدولار و العملات الأجنبية دون رقيب أو تدخل من الحكومة، ساعتها
سيتم معرفة قيمة الحقيقية للجنية المصري.
" التعويم الجزئي المقيد" للجنيه المصري:
اما ما
يحدث علي ارض الواقع في مصر ما يسمي " تعويم" الجنيه
المصري، فيمكن تسميته " التعويم الجزئي المقيد" فهو
ليس حقيقيا لانه يتم تحت عين و تدخل الحكومة ، بل يتم ترك انخفاض الجنيه المصري
مقابل الدولار بنسبة أو نطاق معين، كما أنه يتم تقييد حركة بيع أو شراء او تحويلات
الدولار أو العملات الأجنبية للأفراد و الشركات و المستثمرين و في حدود معينة و
بشروط معينة ، و هذا لا يكشف القيمة الحقيقية للجنيه المصري مقابل الدولار
الأمريكي و باقي العملات الأجنبية.
ما أهمية معرفة القيمة الحقيقية للجنيه المصري مقابل الدولار الأمريكي؟
ببساطة و كقاعدة عامة معرفة حقيقة و عمق المشكلة فيسهل وضع الحلول و الخطط للوصول الي الحل السليم، كما ان معرفة قيمة الجنيه المصري الحقيقية يساعد علي وضع أساس سليم لقيمة الاقتصاد و نقاط و مواقع و مصادر الضعف و القوة للاقتصاد المصري و علاج الاعراض و الامراض و كيفية التعامل مع المحيط الجغرافي و الاقتصادي .كم القيمة الحقيقية للجنيه المصري مقابل الدولار الأمريكي؟
في ظل التعتيم الحكومي و غياب الشفافية يصعب حساب القيمة "الحقيقية" للجنيه المصري مقابل الدولار الأمريكي و لكن يمكن معرفة القيمة "المتوقعة" للجنيه المصري مقابل الدولار الأمريكي .بحسبة بسيطة ... مرت عشر سنوات (من عام 2012 الي عام 2022) زادت فيها أسعار السلع و
الذهب و الخدمات الحكومية بنسبة من 5 أضعاف الي 10 أضعاف (متوسط 7
اضعاف) و لكن لم تزد الرواتب و دخل الأفراد عن ضعف واحد فقط ، و انخفض الجنيه
المصري مقابل الدولار الأمريكي أو زاد الدولار بنسبة 3 أضعاف ( من 6.1 جنيها
في عام 2012 الي 18.3 جنبها عام2022) ؛ لو حللنا هذه المعطيات البسيطة:
- ارتفاع اسعار السلع و الخدمات الحكومية 7 اضعاف
- مقابل ارتفاع الدخل و الرواتب ضعف واحد
- لو الرواتب زادت بنفس المعدل يعني انه لا توجد مشكلة
- لكن الرواتب لم تزد الا ضعفا واحدا فلم تتماشى أو تفرمل زيادة الأسعار و الخدمات الحكومية
- الدولار زاد 3 أضعاف فقط اي تماشي مع زيادة الأسعار بنسبة تقريبا 43 % لذا فإن القيمة الحالية للجنيه المصري مقابل الدولار لا تساوي تقريبا الا 43 % من قيمته الشرائية مقارنة بعام 2012.
- لذا فإن القيمة "المتوقعة" للدولار الأمريكي مقابل الجنيه المصري هو أكثر من ضعف السعر الحالي (18.3 ÷ 0.43= 42 جنيها مصريا)
- القيمة "المتوقعة" للجنيه المصري حاليا مقابل الدولار الأمريكي هي 42 جنيها.
![]() |
| سعر الدولار مقابل الجنيه ارتفع ٣ اضعاف خلال ١٠ سنوات |
كيف نعالج مشكلة القيمة الحقيقية للجنيه المصري؟
باختصار حل مشكلة القيمة الحقيقية للجنيه المصري تعني حل مشاكل الاقتصاد، لأن القيمة الحقيقية للعملة هي واجهة الاقتصاد، و ثبات هذه القيمة لفترات طويلة تعبر عن صحة و قوة الاقتصاد .بدون الدخول في تعقيدات، و ببساطة القيمة الحقيقية للجنيه المصري" اقتصاديا" تعتمد علي الفرق بين قيمة المصروفات و قيمة الواردات.
واردات (إنتاج و تصدير عمالة سياحة.. الخ) أكثر من المصروفات تغني فائض من الدولار و العملات الصعبة؛ يعني قيمة الجنيه المصري ستكون أقوى و ثابتة "اقتصاديا"
علي ارض الواقع، هناك عجز كبير بين المصروفات و الواردات لأننا ببساطة نستهلك اكثر مما ننتج، و المثال الواضح علي ذلك هو القمح فإننا ننتح 9 مليون طن سنويا تقريبا و لكننا نستهلك 21 مليون طن سنويا تقريبا ، و قس علي ذلك في السلع مثل السلاح و قطع غيار المكن و التكنولوجيا و غيرها .
![]() |
| يلزم تحليل الوضع الاقتصادي المصري بشروط ليضع قدمه علي الطريق الصحيح |
لذا فعلاج المشكلة صعب و لكن ليس مستحيلا و
يلزم ان يكون علاجا شاملا مدروسا شفافا و نزيها و يبدأ من تحليل أرقام
الاقتصاد و أسهل شيء هو استخدام "مبدأ باريتو" و صب التركيز علي
العمل علي الأرقام الكبيرة لأنها ستحل مشكلات كثيرة في زمن و فترة وجيزة. مثلا لو
وجدنا ان ارقام المصروفات الكبيرة في مصر تضخ علي الطرق و الكباري و مشروعات
العقارات و القصور و الطائرات المؤتمرات الرئاسية فأول شئ هي وقف هذه المصروفات
لأنها تستنزف موارد الدولة بطريقة خطيرة بل يفضل البدأ ببيع بعضها لزيادة
الواردات و ضخ هذه الأموال في مصانع و مشروعات إنتاجية خاصة في المناطق الاكثر فقرا مثل
بعض محافظات الصعيد .
كما قلنا علاج المشكلة صعبا و لكن ليس مستحيلا و لكن الأصعب هو اتخاذ قرار بدا العلاج .



شارك برايك :