الغر المحجلين هو وصف لأمة الإسلام يوم
القيامة. حيث يشع ويضئ النور من وجوههم، وأيديهم، وأرجلهم، فالغُرَّة معناها اللغوي
هو بياض في جبهة الفرس(الحصان)، واستعملت هنا للدلالة على الشخص الطيب الذكر، أما
المحجلين فهي كلمة جاءت من التحجيل. والتحجيل لغويا يعرف بأنه البياض الموجود في
قوائم الفرس… وفيما يلي مقال وصف الغر المحجلين.
من هم الغر المحجلين؟
ولكي نتعرف
عمن هم الغر المحجلين، علينا ان نقرأ الحديثين الشريفين التاليين:
1- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمِعتُ
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
((إن أمتي يأتون يوم القيامة غُرًّا
مُحجَّلين مِن أثر الوضوء، فمَن استطاع منكم أن يُطيل غرَّتَه فليفعَلْ)).
2- وقال صلى الله عليه وسلم:
(إِنَّ حَوْضِي أَبْعَدُ مِنْ أَيْلَةَ
مِنْ عَدَنٍ، لَهُوَ أَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ الثَّلْجِ، وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ
بِاللَّبَنِ، وَلَآنِيَتُهُ أَكْثَرُ مِنْ عَدَدِ النُّجُومِ، وَإِنِّي لَأَصُدُّ
النَّاسَ عَنْهُ، كَمَا يَصُدُّ الرَّجُلُ إِبِلَ النَّاسِ عَنْ حَوْضِهِ)
قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَتَعْرِفُنَا يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: (نَعَمْ، لَكُمْ
سِيمَا لَيْسَتْ لِأَحَدٍ مِنَ الْأُمَمِ، تَرِدُونَ عَلَيَّ غُرًّا مُحَجَّلِينَ
مِنْ أَثَرِ الْوُضُوءِ) - رواه مسلم
(247).
✅غرا": هو جمع أغر؛ أي شخص ذو غُرة، ومعني كلمة غرة لغويا هي اللَمْعة
البيضاء التي تكون في جبهة الفرس، ويراد بها ضياء واشراق الوجه يوم القيامة بنور
الوضوء.
✅ محجلين: أصلها من التحجيل ومعناه
لغويا البياضٌ الموجود في قوائم الفرس (الحصان)، ويراد به بياض اليدين والرِّجلينِ
عند الإنسان من أثر الوضوء.
✅ لذا فان غرا محجلين: معناها ان يأتي الإنسان
وخاصة المتوضئ يوم القيامة ببياض وضياء ونور يتلألأ من أثر الوضوء في مواضعِ
الوضوء من الوجه والأيدي والأقدام.
معنى الوُضوء:
الوضوء (بضم الواو الاولي) في اللغة:
لفظ الوضوء مشتق من الوَضاءة، وهي النضارة، والنظافة، والبهجة، والضياء، والحُسن.
الوضوء في الشرع: هو الفعل الخاص باستعمال الماء
في غسل أعضاء معيَّنة من الجسم على صفة معينة مخصوصة بنيَّة.
الوَضوء -بفتح الواو- يعرف بأنه الماء
الذي يُتوضَّأ به الإنسان، وسمي الوضوء بذلك لأنه يضفي الحسن والوضاءة على
الأعضاء، كما يمنحها ضياء براق من ظلمة الذنوب.
فضائل الوضوء:
الوضوء
له فضائل عديدة، نجمل بعضا منها بالأدلة من كتاب الله عز وجل ومن أحاديث رسوله
المصطفي قائد الغر المحجلين عليه أفضل صلوات الله و تسليماته:
1- محبةَ الله:
قال الله سبحانه وتعالى في كتابه
الكريم:
﴿إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ
وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ﴾
2- تكفير السيئات ورفع الدرجات:
فعنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ
اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:
«أَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى مَا يَمْحُو
اللهُ بِهِ الْخَطَايَا، وَيَرْفَعُ بِهِ الدَّرَجَاتِ؟»
قَالُوا بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ
قَالَ: «إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ عَلَى
الْمَكَارِهِ، وَكَثْرَةُ الْخُطَا إِلَى الْمَسَاجِدِ، وَانْتِظَارُ الصَّلَاةِ
بَعْدَ الصَّلَاةِ، فَذَلِكُمُ الرِّبَاطُ» [مسلم].
3- الغُرِّ المحجلين:
قال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:
«إِنَّ أُمَّتِي يَأْتُونَ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِنْ أَثَرِ الْوُضُوءِ، فَمَنِ اسْتَطَاعَ
مِنْكُمْ أَنْ يُطِيلَ غُرَّتَهُ فَلْيَفْعَلْ» [البخاري ومسلم].
4- دخول الجنة:
عَنْ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ، قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:
“مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الوُضُوءَ
ثُمَّ قَالَ:
أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا
اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ
وَرَسُولُهُ، اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِنَ التَّوَّابِينَ، وَاجْعَلْنِي مِنَ
المُتَطَهِّرِينَ، فُتِحَتْ لَهُ ثَمَانِيَةُ أَبْوَابِ الجَنَّةِ يَدْخُلُ مِنْ
أَيِّهَا شَاءَ” [الترمذي، وصححه الألباني].
5- الاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم:
عن عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ: أنه
«دَعَا بِوَضُوءٍ فَتَوَضَّأَ فَغَسَلَ كَفَّيْهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ
مَضْمَضَ وَاسْتَنْثَرَ، ثُمَّ غَسَلَ وَجْهَهُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ غَسَلَ
يَدَهُ الْيُمْنَى إِلَى الْمِرْفَقِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ غَسَلَ يَدَهُ
الْيُسْرَى مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ مَسَحَ رَأْسَهُ، ثُمَّ غَسَلَ رِجْلَهُ
الْيُمْنَى إِلَى الْكَعْبَيْنِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ غَسَلَ الْيُسْرَى مِثْلَ
ذَلِكَ».
ثُمَّ قَالَ: «رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ
صلى الله عليه وسلم تَوَضَّأَ نَحْوَ وُضُوئِي هَذَا»
ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله
عليه وسلم: «مَنْ تَوَضَّأَ نَحْوَ وُضُوئِي هَذَا ثُمَّ قَامَ فَرَكَعَ
رَكْعَتَيْنِ لَا يُحَدِّثُ فِيهِمَا نَفْسَهُ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ»
[البخاري ومسلم].
6- حل عقد الشيطان:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه:
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:
«يَعْقِدُ الشَّيْطَانُ عَلَى
قَافِيَةِ رَأْسِ أَحَدِكُمْ إِذَا هُوَ نَامَ ثَلاَثَ عُقَدٍ يَضْرِبُ كُلَّ
عُقْدَةٍ عَلَيْكَ لَيْلٌ طَوِيلٌ، فَارْقُدْ فَإِنِ اسْتَيْقَظَ فَذَكَرَ
اللَّهَ، انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فَإِنْ تَوَضَّأَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فَإِنْ
صَلَّى انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فَأَصْبَحَ نَشِيطًا طَيِّبَ النَّفْسِ وَإِلَّا
أَصْبَحَ خَبِيثَ النَّفْسِ كَسْلاَنَ» - [البخاري ومسلم].

شارك برايك :