أخر الاخبار

الجنيه المصري وانتظار "عين عاصفة الدولار الأمريكي". تعرف على قيمة الدولار ودور الحكومة والشعب.

الجنيه المصري وانتظار "عين عاصفة الدولار الأمريكي". تعرف على قيمة الدولار ودور الحكومة والشعب.


















ينتظر ملايين المصريين بتخوف من العاصفة القادمة في الساعات القادمة. بعد انتهاء إجازة عيد الفطر المبارك الذي منح الحكومة المصرية بعض الانفاس والوقت لتدبر ما يمكن ان يتم التحصن به من عاصفة دولاريه قادمة. وان صح يمكن ان نقول تأثير عاصفة الدولار ظهرت في ارتفاع سعر الذهب وبعض السلع. ولكن إجازة عيد الفطر المبارك قللت لفترة حدة التأثير.  ويتوقع بعد ساعات قليلة ان يكون الجنيه المصري في "عين العاصفة الدولارية".

فبعد ان أصدر البنك المركزي الأمريكي يوم الأربعاء الماضي 4 مايو 2022 قراره برفع سعر الفائدة نصف نقطة مئوية ووصول سعر الفائدة الي ما يقارب 1%.  وهذا القرار تم اتخاذه للحد من التضخم الذي ارتفع في أمريكا ووصل الي 7%. و للأسف كان علاج داء التضخم الأمريكي برفع سعر الفائدة له اثار جانبية وعكسية على دول العالم وإن كان بدرجات متفاوتة.

وبالطبع تأثرت الدول العربية   كباقي دول العالم بقرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي. وأيضا كان التأثر بدرجات متفاوتة. ويصب التأثير السلبي للقرار أساسا على سعر العملات بالدول. وحيث ان الدول البترولية الخليجية لديها مخزون واحتياطي كبير من العملة الخضراء لذا فان تأثير هذه العاصفة كان طفيفا.

اتخذت دول الخليج (الامارات والسعودية وقطر والبحرين) قرارات فورية برفع سعر الفائدة، وهذا أقرب للإجراء الشكلي. فكما ذكرنا بان احتياطات دول الخليج من الدولار الأمريكي والعملات الصعبة كبير وضامن لأي تغير حتى ولو أغرى رفع سعر الفائدة بعض المستثمرين او مالكي الأموال الساخنة بالاتجاه لبنوك أمريكا.

اما باقي الدول العربية التي تعاني من شح العملة الامريكية فإنها تواجه اعصارا قادما يزيد جراحها التي تنزف من تأثير اغلاق كورونا ثم حرب روسيا واكرانيا التي اندلعت منذ في 24 فبراير 2022. ويأتي علي راس هذه الدول اليمن ولبنان وسوريا والسودان ويشمل ذلك مصر وغيرها من الدول ذات الاحتياطي المنخفض او المتأكل.

 

من المتوقع -بعد ساعات سيكون مساء اليوم او على الأكثر صباح غد الاحد 8 مايو 2022 – وعودة العمل الرسمي للبنوك ان تشهد قرارات للتقليل من تأثير هذه العاصفة، وبلا ادني شك اول قرار سيتعلق بسعر الدولار مقابل الجنيه المصري.

ومن يوم الأربعاء الماضي ارتفعت أسعار الذهب في سوق الصاغة بنسبة من 12% تقريبا (من 10% الي 14%).  وهذا بالطبع يلزم ان يرتفع الدولار او ينخفض الجنيه بنفس النسبة او أكثر. وحيث ان سعر الدولار مقابل الجنيه المصري رسميا 18.49 جنيها.  لذا من المتوقع بعد ساعات ان يزيد سعر الدولار الي 20.75 جنيها مصريا (ارتفاع 12%).

 

السيناريو المحتمل لسعر الدولار مقابل الجنيه:

سيناريو القياس علي الذهب:

كما ذكرنا ان الحكومة ستخفض سعر الجنيه مقابل الدولار بناء على سعر الذهب بالسوق. لذا من المتوقع ان يزيد سعر الدولار الي 20.75 جنيها مصريا (ارتفاع 12%). ولكن هذا  يفتقر  الدقة حيث ان أسعار الذهب الحالية ليست دقيقة لأن نسبة قليلة من الشعب تتجه الي شراء الذهب. كما ان القوة الشرائية لكثير من الاسر ضعيفة لا تمكنها من شراء الذهب. كما ان أسعار الذهب عالميا تنخفض حيث انخفضت اوقية الذهب عالميا لأقل من 1850 دولارا بعد ان كانت فوق 1900 دولارا.  لذا فالقياس علي الذهب سيكون قرارا غير سليم.

سيناريو الصدمة:

ستحاول الحكومة ان تجري ما يسمي بالصدمة او تعويم اخر للجنيه مثل ما فعلت في التعويم الأول للجنيه في 2 نوفمبر 2016 . لذا فمن المتوقع ان يطلق العنان للدولار مقابل الجنيه، وربما يصل الي 24 او 25 جنيها ثم بعد تذبذب لعدة أيام يعاود الرجوع الي 20 او 21 جنيها للدولار، خاصة انه بعد عدة أسابيع ستبدأ الاجازة الصيفية للعاملين بالخارج والتي قد تهدأ حدة ارتفاعات الدولار مقابل الجنيه. وهذا السيناريو أقرب الي فكر الحكومة ولديها خبرة به. كما انه سيعطي سعر مقارب لقيمة الجنيه وسيتوافق مع متطلبات صندوق النقد الدولي حسب الاتفاق مع المجلس التنفيذي لصندوق النقد الدولي في 23 يونيو2021. 

ما الذي يمكن ان تفعله الحكومة:

  1. توحيد الجبهة الداخلية عن طريق وقف الاحتقان والاستقطاب وفتح حوار مع كافة الأطراف السياسية والمجتمعية.
  2. الاتجاه الي التركيز على الاقتصاد بتغيير حكومي او تكوين مجموعة عمل اقتصادية تضع خطة ذات إجراءات ومهام عملية محددة المسئولية ولها جدول زمني قاطع ومتابعة مستمرة وبتفاصيل معلنة سهلة الوصول للشعب وتحدث على مدار الساعة.
  3. وقف المصرفات الغير ضرورية. وتفعيل الحد الأقصى للأجور وتقليل عدد المستشارين في كافة القطاعات.   
  4. وقف واردات السلع الكمالية والغالية والمستنفذة للدولار.
  5. تخفيض الضرائب لجعل المنتج المحلي أرخص سواء للمستهلك المحلي وقادر على المنافسة في حال التصدير.
  6. التخفيف عن المواطنين بخفض أسعار الخدمات الحكومية مثل رسوم تجديد واستخراج الأوراق الرسمية من شهادة ميلاد- بطاقة شخصية – جواز سفر – رخصة قيادة – رخصة سيارة ... الخ. كذلك خفض أسعار الكهرباء و الغاز او إعادة و زيادة بعض الشرائح المخفضة.
  7. تحسين الخدمات الحكومية مثل الصحة والتعليم وأسعار السلع الأساسية ليس بضخ أموال ولكن بالرقابة لتعظيم الموارد الموجودة وتقليل الهدر او إساءة الاستغلال.
  8. إعطاء امتيازات للعاملين بالخارج مقابل ضخ مدخراتهم في مصر مثل بيع أراضي او مخطط سكني جديد بسعر مخفض بشرط الدفع بالدولار.
  9. العمل الدبلوماسي الاقتصادي تجاه الدول العربية لشراء العقارات في العاصمة الإدارية او تأسيس مصانع او شركات وليس الاستيلاء على شركات او مصانع موجودة فعليا لان شراء الخليج لشركات موجودة فعليا يؤدي الى رفع الأسعار. علي عكس تأسيس شركة او مصنع جديد سيكون له مردوده على كافة قطاعات العمل بالبلد ويخلق فرص وظائف ويحد من البطالة.
  10. اتجهت الدول الي رفع سعر الفائدة فهذه الدول سعر الفائدة حتى بعد رفعه ما يزال قليلا وغير مؤثر، ولكن في حالة مصر رفع سعر الفائدة سيكون مدمرا للاقتصاد. صحيح ان زيادة الفائدة ستجذب الأموال لتقليل التضخم ولكنها ستتسبب في زيادة البطالة. فالفائدة في مصر وصلت الي 18%   لذا فأي رفع لها سيشجع أصحاب المشروعات وأصحاب رؤوس الأموال يكدسون أموالهم في البنوك ويبقي المجتمع بلا مشاريع فعلية لينفجر المجتمع بالبطالة والفقر.

  العواقب على الشعب و كيف يواجه الازمة:

يعاني الشعب من ارهاق تراكم زيادة الأسعار  منذ تعويم الجنيه في 2 نوفمبر 2016 ثم كورونا منذ بداية 2020 ثم حرب روسيا وأوكرانيا في 24 فبراير 2022.  يجعل الطلب من الشعب بمواجهة عاصفة الغلاء القادمة. كمن يعطي نصائح لمريض كسيح للفوز بسباق الجري في الأولمبياد. وعلي كل حال ، كأجراء روتيني يمكن نصح الشعب بالآتي:

  • علي الشعب الاستعداد النفسي لموجة ارتفاع أسعار قادمة.
  • تهيئة ومصارحة ومشاورة جميع افراد الاسرة بما فيهم الأطفال بالأزمة وطرق التقليل من تأثيرها لان ذلك سيقلل من المشكلات الاسرية التي في أحيان كثيرة تؤدي الي اعمال عنف اسرية وأحيانا تؤدي الي الانتحار.
  • زيادة العمل والإنتاج سواء بزيادة ساعات العمل او عمل إضافي بجانب العمل الأساسي.
  • ترشد الانفاق. والشراء بحكمة وبأقل كمية وتقليل الهدر في الطعام او الماء او الكهرباء.
  • استخدام والمحافظة على الأشياء القديمة مثل الملابس الحقائب والكتب.
  • التعاون بين أبناء كل حي في كفالة الفقراء من نفس الحي.
  • وقف "الخروجات"-" العزومات "- شراء اكل من خارج البيت.
  • وكما يقولون لا تشتر ما لا تحتاجه حتى لا تبع ما تحتاجه.

بالقطع هي ازمة ستكون مؤلمة والعاقل شعبا وحكومة من يديرها بحكمة ويخرج منها دروسا للمستقبل.

الكاتب
بواسطة : الكاتب
يمكنك كتابة رايك و التعليق علي الخبر، كما يمكنك التواصل برسالة و سيتم الرد عليك في أسرع وقت. شكرا لمروركم الكريم .
تعليقات
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -