قصة نصب مكررة في مصر. لا تنتهي. ابطالها الجشع، والجهل، وأحيانا الثقة الزائدة. ومهارة خداع مرتكبي تلك الجرائم لها دور كبير أيضا. وقصة النصب هذه المرة من محافظة أسوان جنوب القاهرة على حدود السودان، مرتكبها استولى على أموال الأهالي في مدة وجيزة وبطريقة جديدة.
بداية قصة مستريح أسوان :
تبدأ القصة، بشاب يدعي "مصطفى"
والشهير ب "مصطفى البنك"، هو شاب لا يتجاوز عمره 35 عاما من قرية
البصيلية بمركز إدفو، بمحافظة أسوان اقصى صعيد مصر على حدود السودان قام منذ عدة
أسابيع بالترويح بتشغيل الأموال، فبدأ يعلن في قريته والنجوع المجاورة (14 نجعا
تقريبا) أنه سيقوم بتشغيل الأموال وستكون بأرباح خيالية تصل الي الضعف في فترة
قصيرة جدا تصل الأرباح 100% بعد ثلاث أسابيع تقريبا (أي اقل من شهر ؟!!).
الجديد في طريقة المستريح (النصاب) الجديد
هي عدم استلام أموال نقدية من الناس بل كان يشتري منهم مواشيهم، بشرط عدم تحصيل
الأموال مباشرة. ولكن بعد فترة اقل من شهر تقريبا، ولكن سيحصل على ضعف ثمن
الماشية.
وفي البداية التزم "مصطفى البنك"
برد الأموال مضاعفة لأول مجموعة أعطته مواشيها، وبالطبع هذا اثار غريزة الطمع عند
الكثيرين. فبدأ اسمه يكتسب سمعة وصيتا في محافظة اسوان كلها. وفي أقل من شهر توافد
عليه العديد من أهالي أسوان يترجونه لأخذ مواشيهم طمعا في أرباح مضاعفة في اقل من
شهر.
وحتى يجمع "مصطفى البنك"
أكبر قدر من الأموال في اقل وقت ممكن "بدأ في تشغيل العديد من أقاربه
كمندوبين عنه في جمع المواشي من قريته ومن النجوع المجاورة. نظير أجر
كبير جدا، مما جعل مئات الشباب يسعون إلى العمل معه وجلب مزيد من الضحايا له، بل
ان بعض الأشخاص (وصل عددهم 12 حسب رواية أحد الأهالي لمحطة إخبارية) قلدوا نفس
الفكرة وبدأوا بجمع الأموال والماشية من الأهالي.
بداية سقوط مستريح أسوان:
بدأت الحيلة تنكشف، بعد تأخر "مصطفى البنك" في سداد ثمن الماشية والأرباح المزعومة لمستحقيها عن الموعد المحدد بكثير. وكان مقتل أحد المستريحين (النصابين) الجدد الذين قلدوا "مصطفى البنك" يوم الاثنين الماضي قد جعل الشكوك والخوف يدب في نفوس أصحاب الأموال والماشية. فاضطروا للذهاب الي "مصطفى البنك" ليصارحوه بمخاوفهم ويحدد موعد واضح لرد أموالهم. ووافق "مصطفى البنك" على رد أموالهم بعد يومين. وزاد من تأكيده نشر مقاطع فيديو تظهر عدد من السيارات بزعم انها تنقل الأموال. وصور لكمية أموال ضخمة. وكانت تلك خطة خداع للهرب.
بعد انكشاف الخدعة، وزعر وتجمهر الأهالي
وأصحاب الأموال امام منزل "مصطفى البنك". داهمت قوات الشرطة، الأربعاء 11 مايو 2022،
منطقة سكن المتهم، الذي يدعى مصطفى البنك، للقبض عليه ولكن لم تصدر أية أنباء عن
ضبطه حتى الآن. حيث ينتظر صدور بيانات رسمية من وزارة الداخلية والنيابة عن تفاصيل
المبالغ التي جمعها المستريح "مصطفى البنك" من الناس.
وفاة لوائي شرطة و مجندين بعد عملية المطاردة :
وفي السياق أعلنت وزارة الداخلية عن استشهاد
اللواء منتصر عبد النعيم، القيادي بمصلحة الأمن العام بوزارة الداخلية، واللواء
أحمد محي، مساعد مدير مصلحة الأمن العام لمنطقة جنوب الصعيد، في حادث مروري في
جبال إدفو بأسوان.، أثناء مطاردة المتهم مصطفى البنك «مستريح المواشي».
شارك برايك :