مع استيلاء الفاطميين (القادمين من المغرب العربي) على مصر بقيادة القائد جوهر الصقلي في 6 مارس 969م. تم وضع حجر الأساس لعاصمة جديدة للدولة الجديدة. وكان في القلب من العاصمة مسجد ليصلي فيه الخليفة والجند وينشر فكر ومذهب هذه الدولة، فكان وضع حجر الأساس للجامع الازهر في ابريل 970 م. ويتم افتتاحه في اول جمعة من رمضان بتاريخ 22 يونيو 972م. أي ان اليوم هو الذكري الخمسون بعد الالف لافتتاح الجامع الازهر.
التسمية:
أطلق جوهر الصقلي على المدينة الجديدة اسم (المنصورية). لذا كان الاسم الأول للجامع الازهر هو (جامع المنصورية).
لم يستمر اسم (جامع المنصورية) كثيرا، فعندما قدم الخليفة (المعز لدين الله) للمدينة الجديدة (المنصورية) أطلق عليها اسم مدينة "القاهرة" تيمنا بانها ستقهر وتدين لها الدنيا كلها. لذا سمي الجامع باسمها (جامع القاهرة) وظل فترة يسمي بهذا الاسم.
وبعد موت الخليفة المعز لدين الله، تولي الخليفة العزيز بالله؛ الذي بني قصورا حول جامع القاهرة سميت "القصور الزاهرة" لذا سمي الجامع باسم "الجامع الازهر".
ولكن يرجح إطلاق اسم الازهر نسبة الي الزهراء وهو لقب السيدة فاطمة بنت الرسول صلي الله عليه وسلم والتي تسمت الخلافة الفاطمية باسمها، حيث ادعي الخلفاء الفاطميين انهم من نسبها.
والازهر لغة يعني المشرق بضم الميم.
من المذهب الشيعي الي منارة المذهب السني:
شيد الفاطميون الجامع الازهر بهدف ان يصبح مركزا لنشر وتدريس المذهب الشيعي، وفور افتتاح الجامع الازهر تم تعيين العلماء وانشاء مكتبة ضخمة مليئة بالمخطوطات الشيعية. وطوال 200 عاما هي فترة حكم الفاطميين لمصر لم يفلح ذلك في نشر مذهبهم.
وبعدما أطاح صلاح الدين بالفاطميين وبسبب توغل علماء الشيعة في جامع الازهر، ابتعد صلاح الدين عن الجامع الازهر، فتم سحب صلاحيات الجامع، فأوقفت خطبة الجمعة، وسحب تمويل التدريس من الجامع الازهر. كما انشا صلاح الدين المدرسة الناصرية التي تدرس المذهب السني. واستمر هذا الحال لمائة عام.
ومع وصول المماليك لحكم مصر، عاد الجامع الازهر الي بؤرة اهتمام الخلفاء والسلاطين على المذهب السني. فبدأ اهتمام السلطان بيبرس بالجامع الازهر. فقام بتجديد جدران وفرش الجامع الازهر واعاد تمويل رواتب العلماء والطلبة. وظل الاهتمام بالجامع الازهر يزداد طوال فترة حكم المماليك. واستمر أيضا مع الحكم العثماني لمصر، ولم يتعرض الجامع الازهر الي الاهانة الا مع الاحتلال الفرنسي لمصر.
ضرب الجامع الازهر بالمدافع:
مع الاحتلال الفرنسي لمصر عام 1798، أدرك نابليون قوة وتأثير الجامع الازهر، فتودد الي الشيوخ وحاول استمالتهم اليه. كما سعى نابليون للحصول على فتوى من أئمة الجامع الأزهر، تنص بجواز الولاء لنابليون بموجب الشريعة الإسلامية، لكن بدون جدوى.
وفي 21 أكتوبر 1978 اندلعت ثورة ضد الفرنسيين، وقتل حوالي ثلاثمائة جندي فرنسي. فامر نابليون بضرب القاهرة والجامع الازهر بالمدافع، كما أعدم 6 من علماء الجامع الازهر وسجن العديدين ودنس الجنود الفرنسيون الجامع الازهر بأحذيتهم وبالخيول ورموا نسخ القران الكريم على الأرض.
![]() |
| شعار جامعة الازهر |
تطور الجامع الازهر:
لا يقتصر دور الجامع الازهر علي الشعائر الدينية، فالجامع الازهر هو ثان أقدم جامعة عالمية بعد جامعة القيروان، وتطور الجامع الازهر كجامعة ومؤسسة تعليمية على مدي تاريخه حتى وصل الي الوضع الحالي الذي يضم عشرات الكليات العلمية والنظرية والدينية. تضم جامعته أكثر من نصف مليون طالب جامعي في كافة تخصصات العلوم، كما يضم تقريبا 40 ألفا من الطلاب الوافدين من 107 دولة، يتولى العديد منهم مناصب رفيعة بعد عودنهم الي دولهم. كما وصل طلابه بمدارس المراحل قبل الجامعية الي أكثر من مليون طالب. وبهذا يمثل الجامع الازهر قوة ناعمة للدولة المصرية التي يمكن الاستفادة منها في نصرة قضاياه دوليا.
شيخ (الامام الأكبر) الجامع الازهر:
شيخ الأزهر او الامام الأكبر للجامع الازهر هو أعلى منصب في هيكل إدارة الجامع، وقد أنشئ منصب شيخ الجامع الأزهر في عهد الحكم العثماني وكان ينتخب من بين كبار العلماء، ليتولى مهامه التي تشمل: رئاسة علماء الازهر، والاشراف على شؤونه الإدارية، والحفاظ على الأمن والنظام بالأزهر.
شغل منصب شيخ الازهر او الامام الأكبر للجامع الازهر 45 شيخا حتى الان.
اول شيخ تولي منصب الامام الأكبر للجامع الازهر هو محمد بن عبد الله الخرشي (الخراشي).
ويقال ان الكلمة العامة المتداولة في مصر "يا خراشي" ترجع الي هذه الشيخ. فقد كان معروفا بنصرته للحق وقوة كلمته. وأن الكثيرين كانوا يستغيثون به لينصرهم ويدفع عنهم تعنت كبار الموظفين وقت أن كانت مصر ولاية عثمانية. حتى صارت كلمة "يا خراشي" هي نداء الاستغاثة الشعبي لشيخ الأزهر كي ينصفهم من الظلم الواقع عليهم.
حاليا يشغل الشيخ الدكتور احمد الطيب هذا المنصب منذ 19 مارس 2010 عقب وفاة شيخ الازهر السابق محمد سيد طنطاوي.


شارك برايك :